بحر آرال...قصة بحر جففته مزارع القطن السوفيتية
يعد جفاف بحر آرال في آسيا الوسطى يعد من أكبر الكوارث التي تسبب بها الإنسان.
فمن أجل زيادة انتاج القطن إبان الحقبة السوفيتية، طُبقت خطط صارمة لري الحقول، ما أدى إلى جفاف 90% من بحر آرال، الذي كان يعد أكبر رابع حوض مائي في العالم.
وتنتشر الآن بقايا صدئة لقوارب كانت يوما غارقة في قاع البحر، الذي أصبح اليوم صحراء.
وتبخر البحر الذي كانت مساحته نحو 6 آلاف كيلومتر مربع وبعمق 40 مترا، ولم يبقى منه اليوم سوى 10% من تلك المساحة.
وكان هناك نهران يصبان في البحر، الأول نهر سر داريا من الشمال.
أما النهر الآخر فكان آمو داريا من الجنوب.
لكن السوفيت حولوا مسار النهرين لري حقول القطن، وأرادوا حينها تحويل منطقة آسيا الوسطى إلى أكبر منتج للقطن في العالم، ونجحوا في ذلك خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي عندما تصدرت أوزبكستان منتجي القطن في العالم.
ومع مرور الوقت وتقلص مساحة البحر، تركزت نسبة المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تصل إليه، ما أدى إلى نفوق الحياة البحرية والأسماك.
فمن جهة قام السوفيت بتطوير صناعة القطن، لكن خططهم أدت إلى تدمير البحر والثروة السمكية فيه.
واليوم بقيت أجزاء من البحر محتفظة بالمياه، إحداها تسمى ببحر آرال الصغير، وتقع في الجزء الشمالي من بحر آرال الأصلي، ويحبس المياه فيها سد إسمه "كاكارال".
وسمح هذا السد برفع مستوى الماء إلى 3 أمتار من أدنى نقطة سجلت لارتفاع المياه في عام 2005، ما أرجع الحياة إلى قاع البحر.
إلا أن بحر "آرال الصغير" يشكل 5% فقط من مساحة البحر الأصلي، ما يعني أن انتاج الأسماك فيه لن يكون غزيرا كما كان.
لكن البعض يراودهم الأمل في أن يرجع بحر آرال إلى ما كان عليه في يوم من الأيام، ولو بعد عشرات السنين.
تعليقات
إرسال تعليق