حرب اكتوبر 1973 والوضع بإسرائيل
أيضا كتب كيفين كونللي مراسل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط قبل عدة
سنوات يقول إنه أكثر الأيام قداسة عند اليهود وأكثر الأيام التي تصبح فيها إسرائيل
في أشد حالات الضعف.
وهو نفس اليوم من عام 1973 الذي اختاره المصريون والسوريون لشن
الحرب على الدولة العبرية قبل 46 عاما وهي الحرب التي لازلنا نعيش تداعياتها حتى
الآن.
وكانت هذه الحرب محاولة من العرب للرد على الهزيمة التي ألحقتها
بهم إسرائيل عام 1967 حين أعادت رسم خريطة المنطقة وقامت بضم مساحات واسعة من
الأراضي وهزمت جيوش 3 دول عربية هي مصر وسوريا والأردن.
وبه استولت إسرائيل في ذلك اليوم على شبه جزيرة سيناء المصرية
المترامية الأطراف واحتلت هضبة الجولان السورية كما انتزعت الضفة الغربية من
الأردنيين وبعدها كان من الواضح أن كلا من المصريين والسوريين مصممون على استرجاع
أراضيهم وكرامتهم.
وهكذا بدأ المصريون
والسوريون الحرب بالتزامن على الجبهتين ففي الوقت الذي بدأ فيه المصريون عبور قناة
السويس واجتياح حصون خط بارليف كان السوريون يتقدمون بشكل سريع في الجولان.
وبدأ الإسرائيليون بتجميع جهدهم الحربي لصد الهجومين حيث عادت
الإذاعة الإسرائيلية التي كانت متوقفة بمناسبة يوم كيبور للعمل وبثت نشرات خاصة
تحوي رموزا لاستدعاء جنود الاحتياط وتوجيههم إلى وحدات عسكرية معينة.
"وجوه شاحبة"
في ذلك الوقت كان إيهود باراك الرجل الذي أصبح فيما بعد رئيسا
لوزراء إسرائيل قد تخرج للتو من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية
لكنه كان قد أدى خدمته العسكرية في القوات الخاصة الإسرائيلية لذلك جمع أغراضه
وعاد إلى تل أبيب بمجرد سماع الأخبار.
وبمجرد وصول باراك توجه مباشرة إلى مركز قيادة القوات الإسرائيلية
والمعروف باسم "الحفرة".
ويقول باراك "لقد كانت الوجوه شاحبة كأنما
يعلوها الغبار فقد كانت هذه اللحظة هي الأشد قسوة خلال الحرب وبعد ذلك بدأت القوات
الإسرائيلية في دخول المعارك والسيطرة على مساحات من الأراضي لكن في ذلك اليوم ضاع
أثر نصر 67 النفسي وضاع شعور أن الجيش الإسرائيلي لا يهزم".
وكانت الحرب البارد في أوجها في مطلع السبعينات
من القرن الماضي حيث دعمت الولايات المتحدة الامريكية إسرائيل ودعم الاتحاد
السوفيتي السابق مصر وسوريا وبالتالي أصبحت الحرب تجري بين الطرفين بالوكالة عن
القوتين الأعظم في العالم.
كانت الولايات المتحدة تنتج أفضل الأسلحة ولا
تترد في منح إسرائيل أحدث الاسلحة. نجحت اسرائيل في وقف تقدم القوات المصرية
والسورية سريعا وانتقلت في ما بعد الى الهجوم فنجحت في استرداد الأراضي التي
خسرتها ونشطت الجهود الدولية لوقف القتال وتقبل الطرفان فكرة وقف إطلاق النار.
وقررت دول الخليج الغنية بالنفط معاقبة الغرب
على موقفه الداعم لإسرائيل باستخدام ما أطلقوا عليه "سلاح النفط".
النفط
وبانقطاع امدادات النفط العربية ارتفعت أسعار
الوقود بشكل سريع في العواصم الغربية وتهاوت أسهم البورصات وتراجعت معدلات الأداء
في الاقتصاد العالمي وأثرت هذه الخطوة على الاقتصاد العالمي لعدة سنوات.
وفي تلك اللحظة بدأت الولايات المتحدة الأمريكية
وأوروبا بالتفكير في تنويع مصادر النفط والبحث عن مصدر بديل للطاقة غير البترول
وهى اللحظة التي بدأ فيها العمل على بناء سيارة تعمل بالغاز.
وكان من أهم أثار تلك الحرب أن مصر خرجت من نطاق
النفوذ السوفيتي لتدخل في تحالف مع الولايات المتحدة.
ووقعت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد ذلك بعدة
أعوام لتنتهي أصوات الرصاص ولتصبح معاهدة كامب ديفيد واحدة من أكثر المعاهدات
أهمية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن هذه الحرب شهدت أعنف معارك الدبابات في
التاريخ إلا أنها أثبتت أن الدبابات والمدرعات شديدة الضعف أمام الصواريخ. كما
أدركت إسرائيل أنها لن تتمكن بعد ذلك من تحقيق انتصارات سهلة.
وجد للمعومات
وجد للمعومات
تعليقات
إرسال تعليق